«أرامكو» تكتب تاريخاً جديداً في الاكتتابات العملاقة
أزاحت «أبل» عن عرش كبرى الشركات المدرجة في العالم
كشفت مصادر مالية عن مشاركة بعض الكيانات الاستثمارية الكويتية في اكتتاب «أرامكو»، سواءً لمصلحتها أو لعملاء.
وأوضحت أن قائمة الشركات التي نفذت العملية لمصلحة عملاء تتضمن «الاستثمارات الوطنية»، و«الوطني للاستثمار»، و «المركز المالي» و«الامان للاستثمار»، وغيرها من شركات الاستثمار، علماً بأن «فايننشال تايمز» و«بلومبيرغ» أشارتا في وقت سابق أن الهيئة العامة للاستثمار اكتتبت بمليار دولار في طرح «أرامكو».
أما بالنسبة للشركات الكويتية التي اكتتبت لصالحها، فأبرزها «بوبيان للبتروكيماويات» التي أعلنت قبل أيام اكتتابها في «أرامكو»، بـ 3.32 مليون سهم بقيمة 106.44 مليون ريال، ما يعادل 8.6 مليون دينار تقريباً.
وفي حدث تاريخي، قرع رئيس مجلس إدارة «أرامكو» ياسر الرميان وكبار المسؤولين التنفيذيين في البورصة السعودية «تداول»، أمس، جرس بدء التداول على أسهم «أرامكو»، ليكتب عملاق النفط السعودي تاريخاً جديداً في عالم الاكتتابات العملاقة.
وسجل السهم زخماً كبيراً، مع أول ظهور له على شاشات التداول في البورصة السعودية، ليقفل مرتفعاً بواقع 10 في المئة في اليوم الأول لإدراجه، والتي تمثل نسبة التذبذب اليومي لسعر السهم عن سعر الطرح، إذ بلغ سعر إغلاق السهم 35.20 ريال (+ 3.2 ريال مقارنة بسعر الإدراج)، ما جعل «أرامكو» تتبوأ صدارة شركات العالم في القيمة السوقية، بـ 1.88 تريليون دولار، رغم كونها صاحبة واحد من أصغر معدلات «الأسهم حرة التداول» عند نحو 1.5 في المئة فقط.
وبهذا الصعود المبكر في سعر السهم تتجاوز قيمة «أرامكو» 6 أمثال شركة النفط الأميركية العملاقة «إكسون موبيل»، وأكثر من مثلي حجم الناتج المحلي الإجمالي السنوي للسعودية، وتتخطى بفارق كبير القيمة السوقية لعملاق التكنولوجيا الأميريكي «أبل» البالغة نحو 1.2 تريليون دولار.
وبلغت كمية التداول على سهم الشركة، أمس، 23.5 مليون سهم، من خلال نحو 35.2 ألف صفقة بمتوسط يزيد على 660 سهماً للصفقة الواحدة، وبقيمة إجمالية 825 مليون ريال، فيما بلغت طلبات الشراء على السهم أكثر من 200 مليون سهم على النسبة القصوى مع بداية التداولات.
وأكد مراقبون أن السهم مهيأ لقفزات جديدة، لاسيما حال استمر زخم الطلبات ورغبات الشراء، متوقعة أن تتجاوز القيمة السوقية لـ «أرامكو» تريليوني دولار، مشيرين إلى أن حركة السهم لن تؤثر على مؤشر السوق السعودي خلال أول 5 أيام تداول، حيث لن يتم ضمه للمؤشرات إلا بعد اليوم الخامس للتداول.
وسيكون لإدراج «أرامكو» أثر كبير على صعيد القيمة السوقية للسوق المالية السعودية لتحتل مركزاً متقدماً من حيث القيمة السوقية بين أكبر 10 أسواق مالية عالمية، إذ يعد الإدراج الأكبر في تاريخ أسواق المال العالمية.
وبحسب «الراجحي كابيتال»، سيكون لـ «أرامكو» ثاني أكبر وزن على المؤشر الرئيسي لبورصة «تداول» عند 9.7 في المئة، فيما أن مصرف الراجحي هو صاحب الوزن الأكبر عند 14.6 في المئة لأن لديه نسبة أكبر من الأسهم حرة التداول.
وبإدراج أسهم «أرامكو» يصل عدد الشركات المدرجة في السوق السعودي إلى 182 شركة دون احتساب الصناديق العقارية المتداولة التي يصل عددها إلى 17 صندوقاً، فيما تحتل السوق السعودية مكانة ضمن أكبر عشر بورصات في العالم مع بورصة نيويورك وبورصة ناسداك وطوكيو وشانغهاي، بقيمة سوقية دولارية تبلغ 2.2 تريليون دولار.
وبموجب حسابات تقريبية أولية من المتوقع أن تقفز «أرامكو» بمرتبة سوق الأسهم السعودية إلى المرتبة التاسعة عالمياً، من حيث القيمة الرأسمالية، مقارنة مع بورصات العالم.
فخر واعتزاز
وشارك في احتفال إدراج «أرامكو»، أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الإدارة التنفيذية في «أرامكو» ورئيسة مجلس إدارة «تداول» سارة السحيمي، والمدير التنفيذي لـ «تداول» خالد الحصان، إضافة إلى عدد من كبار الشخصيات الممثلة لقطاعات حكومية سعودية.
من ناحيته قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لـ «رويترز» في مدريد «إنه يوم عظيم للمملكة وللقيادة السعودية والشعب السعودي، وهو يوم رد الاعتبار والبرهان، ويوم النصر لـ «أرامكو».
وقال الرميان إن هذه لحظة فخر واعتزاز تاريخية لـ «أرامكو» إيذاناً بدخول الشركة حقبة جديدة كشركة مدرجة في «تداول» تحت مظلة واحدة مع جميع مساهميها الجدد من الأفراد والمؤسسات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، على حد سواء.
وأضاف «ينصب تركيزنا كمجلس إدارة للشركة على تحقيق مصلحة جميع المساهمين وتوجيه أعمالها في سبيل الاضطلاع بدورها الحيوي في توفير إمدادات الطاقة عالميا، مع السعي لرفع مستوى الشفافية والحوكمة وتحقيق القيمة بشكل مستدام، بما فيه مصلحة جميع مساهميها وتعمل الشركة على عملية استغلال رأس المال العامل بصورة منهجية والاعتماد على فريق إداري على مستوى عال من الكفاءة والخبرة».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي في «أرامكو» المهندس أمين الناصر «إننا على اقتناع تام بأن حجم الطلب الذي شهدناه من قاعدة عريضة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات يدل على حجم ثقتهم في الشركة وأدائها التشغيلي والمالي القوي ورؤيتها الاستراتيجية بأن تكون الشركة الرائدة والمتكاملة عالميا في مجال الطاقة والكيميائيات من خلال العمل ضمن مبادئ الاستدامة وفي إطار لا يضاهى من الموثوقية».
وأشار الناصر إلى أنه وبفضل الإنتاج منخفض التكلفة والإمدادات الموثوقة التي توفرها الشركة من النفط الخام منخفض الكثافة الكربونية إلى عملائها سيظل تركيز الشركة متمحورا حول تحقيق أفضل قيمة ممكنة لجميع المساهمين عبر مختلف تقلبات أسعار النفط الخام.
ومن جهته، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان لـ «رويترز» إن أغلب حصيلة الطرح العام الأولي ستُستخدم في مشروعات محلية، بينما سيساعد الاهتمام العالمي بالإدراج على جذب رؤوس الأموال الأجنبية للاقتصاد السعودي.
إدراج العملاق النفطي يغذّي الطلب الأجنبي
فيما يتوقع ضم «أرامكو» إلى مؤشر «إم.إس.سي.آي» للأسواق الناشئة في 17 ديسمبر الجاري، سينضم سهم الشركة للمؤشر الرئيسي لبورصة «تداول» الأسبوع المقبل، وفي وقت لاحق من الشهر الجاري إلى مؤشرات قياسية عالمية مثل «فوتسي»، وهو ما يقول المستثمرون عنه إنه سيغذي الطلب، وبخاصة من المستثمرين الذين يتتبعون مثل تلك المؤشرات.
ويمكن للمستثمرين السعوديين الأفراد الذين يحتفظون بأسهمهم لستة أشهر الحصول على أسهم إضافية بما يصل إلى 100 سهم، أو سهم لكل 10 أسهم في حوزتهم، وهو ما يقول عنه الرئيس التنفيذي لـ «دلما كابيتال» زاكاري سيفاراتي إنه قد يحد من المعروض في السوق.
السعودية تخطط لسندات دولية في يناير
قال رئيس مكتب إدارة الدين العام في وزارة المالية السعودية، فهد السيف، إن المملكة ربما تطرح سندات دولية في يناير المقبل، في إطار خطط لإصدارات ديون بقيمة 32 مليار دولار في 2020، مؤكداً استعداد المكتب لطرح السندات الدولية، بحسب ظروف السوق من الطلب والعرض، في موعد قريب.
تشكل الديون الدولية 45 في المئة من خطط جمع المال.