بول كروغمان: انهيار «المشفرة» يشبه «الرهن العقاري»
قارن الاقتصادي الحائز جائزة نوبل بول كروغمان الانهيار الأخير في سوق العملات المشفرة بأزمة الرهن العقاري الأميركية في عام 2007.
وقال كروغمان، في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز: "أرى أوجه تشابه غير مريح بين تراجع العملات المشفرة وأزمة الرهن العقاري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".
وأضاف: "العملات المشفرة لا تهدد النظام المالي، فالأرقام ليست كبيرة بما يكفي للقيام بذلك، لكن هناك أدلة متزايدة على أن مخاطر العملات المشفرة تقع بشكل غير متناسب على الأشخاص الذين لا يعرفون ما الذي يدخلون فيه، كما أنهم في وضع ضعيف للتعامل مع الجانب السلبي".
وفقدت القيمة السوقية للعملات المشفرة نحو 1.3 تريليون دولار في الأسابيع الماضية، بفعل القلق حيال رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة قريبا والقيود التنظيمية المتزايدة على القطاع من جانب بعض الدول.
واعتبر كروغمان أن الديناميكية وراء أزمة الرهن العقاري في عام 2007 تعمل حاليا في سوق العملات المشفرة، حيث ينشغل المستثمرون بالحماس في بعض الأحيان دون فهم المخاطر المرتبطة بشكل صحيح. ولم تستطع أشهر عملة مشفرة في العالم الثبات على ارتفاع نسبته 3.7 في المئة حققته خلال التعاملات الصباحية أمس الأول، ارتفعت بها إلى أكثر من 37 ألف دولار، لتتراجع بعد ذلك بنسبة 0.33 في المئة إلى 36.6 ألف دولار، ثم ترتفع مرة أخرى على نحو محدود لم يتجاوز 0.5 في المئة إلى 37085.3 دولارا.
وهبطت أيضا عملة الإيثريوم بنسبة 1.58 في المئة، لتصل إلى 2385.93 دولارا، فيما ارتفعت عملة شيبا اينو بنسبة 0.34 في المئة، لتصل إلى 0.00002 دولار.
ويوم الاثنين الماضي، هبطت بتكوين دون حاجز الـ 34 ألف دولار للمرة الأولى منذ يوليو الماضي، وسجلت أدنى مستوى لها في 6 أشهر.
وفقد سوق العملات المشفرة يومي الأحد والاثنين الماضيين نحو 400 مليار دولار من قيمته السوقية.
يأتي ذلك بعدما قال "غولدمان ساكس" إن حركة العملات المشفرة مرتبطة بعوامل اقتصادية عدة لا تجعل منها عملة للتحوط أو أداة لتنويع الأصول الاستثمارية، كما هو التفكير السائد حاليا.
وأشار تقرير صادر عن البنك الاستثماري إلى أن العملات المشفرة ترتفع كلما زادت نسبة التضخم وتنخفض مع ارتفاع أسعار الفائدة والدولار.
واستنتج التقرير أن هذا الارتباط يلغي الفكرة السائدة بأن زيادة تبني العملات المشفرة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، فمع زيادة الإقبال على هذه العملات، فإن حركتها ستتبع مسار أصول أخرى، وذلك لا يجعلها أداة للتحوط من تقلبات الأصول الأخرى بشكل عام.
وكان ارتفاع الدولار في الآونة الأخيرة على خلفية توجه الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة، أدى إلى هبوط القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى حوالي 1.76 تريليون دولار، من أكثر من 3 تريليونات دولار في الذروة التي سجلتها هذه العملات في نوفمبر. وقال عاصم منصور، كبير استراتيجي الأسواق في "أوربكس"، إن خسائر العملات المشفرة تظهر أنها ليست وسيلة للتحوط ضد التضخم.
جريدة الجريدة