النفط ينخفض لتأثر أنشطة التكرير الأميركية بإعصار «إيدا»
الأسعار تتجه إلى أكبر خسارة شهرية هذا العام قبيل اجتماع «أوبك+»
ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 61 سنتاً ليبلغ 73.21 دولاراً للبرميل في تداولات، أمس الأول، مقابل 72.60 دولاراً في تداولات يوم الجمعة الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
انخفضت أسعار النفط، أمس، وسط مخاوف من أن يؤدي انقطاع الكهرباء والفيضانات في ولاية لويزيانا الأميركية جراء الإعصار إيدا إلى تراجع الطلب على الخام من مصافي التكرير بينما يعتزم منتجون عالميون زيادة الإنتاج.
ويتجه النفط لتسجيل أكبر خسارة شهرية منذ أكتوبر، إذ يزن المستثمرون احتمالية إنتاج إضافي من «أوبك+» واستعادة إنتاج الخام في الولايات المتحدة بعد إعصار إيدا.
وتعرضت الأسعار لضغوط أيضاً بفعل بيانات تصنيع أضعف من الصين، إذ توسعت أنشطة المصانع بوتيرة أبطأ في أغسطس مقارنة مع الشهر السابق.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات، أو ما يعادل 0.07 في المئة، إلى 69.16 دولاراً للبرميل، متخلية عن بعض المكاسب التي حققتها الاثنين.
أما العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر، فنزلت أيضاً ثلاثة سنتات، أو ما يعادل 0.04 في المئة، إلى 73.38 دولاراً للبرميل، بعد أن زادت الاثنين نحو واحد في المئة. وتراجعت عقود نوفمبر الأكثر نشاطاً ثلاثة سنتات، أو ما يوازي 0.4 في المئة، إلى 72.20 دولاراً.
من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 61 سنتاً ليبلغ 73.21 دولاراً للبرميل في تداولات، أمس الأول، مقابل 72.60 دولاراً في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وقال رافيندرا راو نائب الرئيس المعني بالسلع الأولية لدى كوتاك سيكيوريتز، «سوق النفط في وضع الانتظار والترقب إذ يجري تقييم أثر الإعصار إيدا على كل من الطلب والعرض.
أيضاً، المتعاملون في السوق يحجمون عن القيام برهانات كبيرة قبل اجتماع أوبك+ الخاص بالمراجعة غدا».
وأوقف الإعصار إيدا ما لا يقل عن 94 في المئة من إنتاج النفط والغاز البحري في خليج المكسيك وتسبب في أضرار «كارثية» لشبكة الكهرباء في لويزيانا.
ويقول مسؤولو مرافق، إن انقطاع الكهرباء قد يستمر ثلاثة أسابيع، مما يبطئ جهود إصلاح واستئناف عمل منشآت الطاقة، التي قد تستغرق ما لا يقل عن أسبوعين لاستئناف العمليات بالكامل. ومما يكبح الأسعار أيضاً احتمال أن تتفق منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفاء، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، على المضي قدماً في خطط إضافة 400 ألف برميل يومياً إضافية للإمدادات كل شهر اعتباراً من ديسمبر.
وتجتمع «أوبك+» اليوم. ويقول مندوبون بأوبك، إنهم يتوقعون أن تمضي المجموعة قدماً في زيادة الإنتاج، على الرغم من أن وزير النفط الكويتي الدكتور محمد الفارس قال الأحد الماضي، إنه قد يعاد النظر فيها في ظل مخاوف بشأن تفشي إصابات كوفيد- 19 في آسيا مما يحد من الطلب على الوقود.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها اليوم لتقييم السوق العالمية وتوقعات الطلب مع استمرار تفشي الوباء. وسط توقعات بأن تأثير متغير دلتا على الاستهلاك سوف يتلاشى، والتحالف في طريقه لإضافة 400 ألف برميل أخرى في اليوم.
وعانى النفط من شهر أغسطس المضطرب، حيث ارتفع وهبط في أسابيع متعاقبة، مع تفاعل المستثمرين مع التقلبات الأخيرة في الأزمة الصحية العالمية والتقلبات في العملة الأميركية.
انخفض الخام القياسي الأميركي هذا الشهر، على الرغم من وجود سحب مطرد من المخزونات، وتمكنت بعض الدول، بما في ذلك المستورد الرئيسي الصين، من السيطرة على تفشي الوباء.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك إيه/إس، إن هناك «بعض التوترات قبل اجتماع أوبك+ فإعصار إيدا له تأثير سلبي قصير المدى على الطلب، بينما لا ينبغي أن يتأثر العرض».
وقال الرئيس التنفيذي لدى CMarkits، يوسف الشمري، إن أكثر العوامل الداعمة لارتفاع أسعار النفط حالياً يتمثل في توقف الإنتاج المكسيكي بحوالي 400 ألف برميل يومياً، وهذا يعادل زيادة الإمدادات الشهرية من مجموعة أوبك +.
وذكر الشمري في مقابلة مع «العربية»، أن الإمدادات التي تأثرت في خليج المكسيك تصل لحوالي 1.7 مليون برميل يومياً وهذا أكثر من 90 في المئة من إنتاج خليج المكسيك.
وتابع: «أنا أقل قلقاً من الأحداث في المكسيك لأنها حصلت مثلها في العامين الحالي والماضي، وتأثير بعض هذه الأعاصير يكون محدوداً ويعود الإنتاج بسرعة كبيرة إلى مستوياته الطبيعية».
وحول اجتماع أوبك +، أشار الشمري إلى أن استراتيجية التحالف حالياً تعتمد على تطورات «كوفيد- 19» ومتحوره دلتا، ومدى التأثير على الطلب العالمي، مؤكداً أن هذا سيكون المحور الأهم المطروح على أجندة اجتماع التحالف.
وأوضح أيضاً أن هناك محاور أخرى تهم أوبك+ تتضمن عودة الإنتاج الإيراني أو تغيير بعض الدول خطط احتساب الإنتاج.
وتوقع الشمري أن تستمر «أوبك بلس» في الزيادة الحالية بواقع 400 ألف برميل يومياً، في ظل الأسعار التي نشهدها حالياً عند مستوى 72 دولاراً للبرميل.
وذكر الرئيس التنفيذي لدى CMarkits، أن سرعة توزيع اللقاحات ساهمت في عودة الأسواق مرة أخرى وزيادة الطلب على النفط، ولم يكن هناك تأثير من متحور دلتا حتى الآن.
وأفاد بأن أسعار النفط شهدت انخفاضاً حاداً خلال الأسبوع قبل الماضي حوالي 10 في المئة لخامات برنت وتكساس، ثم تحول السوق للارتفاع خلال الأسبوع الماضي.
ورجح الرئيس التنفيذي لدى CMarkits، أن تبقي الأسعار بين 70 و75 دولاراً للبرميل بعد السياسة التي اتبعتها أوبك + بالاجتماع السابق، وإذ شهدنا زيادة تفوق 400 ألف برميل يومياً من قبل التحالف أو عودة النفط الإيراني ستنخفض الأسعار إلى مستوى بين 65 و70 دولاراً.
أظهرت حسابات أجرتها "رويترز" من واقع بيانات بورصة دبي للطاقة، أمس، أن سعر البيع الرسمي للخام العماني في أكتوبر سينخفض 3.35 دولارات إلى 69.38 دولاراً للبرميل. وسعر البيع الرسمي لشحنات أكتوبر من الخام العماني هو متوسط سعر التسوية اليومي للخام على مدار أغسطس لعقد شهر أقرب استحقاق.
وتفيد الحسابات بأن سعر البيع الرسمي لخام دبي سيبلغ 69.18 دولاراً للبرميل في أكتوبر، بعد أن تقرر أن يكون بخصم 0.20 دولار للبرميل عن سعر الخام العماني في بورصة دبي للطاقة.
توقع محللون ارتفاع أسعار البنزين بنسبة تتراوح ما بين 5 و10 في المئة لكل غالون في الولايات المتحدة، خصوصاً في جنوب شرق البلاد قبل عطلة عيد العمال الأميركي في السادس من سبتمبر، بفعل تداعيات إعصار «إيدا» على نشاط التنقيب.
وتعرض جنوب شرق الولايات المتحدة لإعصار «إيدا» في عطلة نهاية الأسبوع، مما أجبر معظم منصات التنقيب عن الخام في خليج المكسيك لتعليق نشاطها. وقال «أندرو ليبو» من شركة «ليبو أويل» Lipow Oil في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»: «لا ينبغي على المستهلكين توقع تراجع أسعار البنزين هذا الأسبوع».
وأضاف: «تم إغلاق كل شيء تقريباً في منطقة باتون روج في لويزيانا، وهو ما يمثل 12.5 في المئة من طاقة التكرير في البلاد».
وبلغ متوسط السعر الوطني للبنزين الخالي من الرصاص في الولايات المتحدة، الاثنين، 3.15 دولارات للغالون، وهو مستوى أعلى بفارق كبير عن مستوياته لنفس الفرة من العام الماضي عند 2.23 دولار لكل غالون.
جريدة الجريدة