«أوابك»: تحديات تواجه الهيدروجين الأخضر

تتعلق بالتخزين والنقل وتكاليف البنية التحتية 

قدمت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" أمس، ورقة تحت عنوان "تحديات نقل وتخزين الهيدروجين وكيفية تسخير البنى التحتية للغاز الطبيعي في تصدير الهيدروجين من الدول العربية"، أمام مؤتمر الشرق الأوسط للهيدروجين الأخضر، الذي يعقد حالياً في مدينة دبي عبر تقنية الاتصال المرئي.

وأفادت المنظمة في الورقة بأن الدول العربية حاضرة بقوة في المشهد العالمي للهيدروجين، واستطاعت خلال فترة وجيزة توقيع عدة مذكرات تفاهم مع الشركاء الدوليين في مجال إنتاج واستغلال الهيدروجين، في خطوة تعكس الإرادة الحقيقية نحو تعزيز الحوار والتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والدول الأجنبية التي تربطهم بها علاقات اقتصادية راسخة، مما سيمكنها من أداء دور مهم في تطوير اقتصاد الهيدروجين، والظفر بحصة جيدة من هذا السوق الواعد لتضيف إلى موقعها الريادي في أسواق الطاقة دوراً جديداً كمصدر للهيدروجين بجانب دورها التاريخي كمصدر عالمي لإمدادات النفط والغاز منذ عدة عقود.

وأوضحت الورقة أن التحول نحو اعتماد الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل العالمي وإنشاء سلسلة قيمة له ذات مرونة عالية وسهلة التشغيل، لا يزال يواجه عدة تحديات فنية واقتصادية يجب العمل على تجاوزها من خلال البحث والتطوير، من أبرزها تخزين الهيدروجين، بسبب انخفاض قيمة كثافة الطاقة له مقارنة بأنواع الوقود الأخرى بالتالي زيادة الحجم اللازم للتخزين، سواء في مواقع الإنتاج (والتصدير) أو في تطبيقات الاستخدام النهائي مثل تخزين الهيدروجين في مراكز التوزيع، ومحطات إعادة التعبئة بالوقود للمركبات العاملة بخلايا الوقود.

وذكرت أن عمليات نقل وتوزيع الهيدروجين تمثل أيضاً تحدياً كبيراً من الناحية الاقتصادية لارتفاع تكلفة نقله لمسافات طويلة مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، لكن في المقابل، هناك عدة خيارات لنقل وتوزيع الهيدروجين إما باستخدام خطوط الأنابيب، أو باستخدام المقطورات، وفي هذه الحالة يمكن نقل الهيدروجين إما في الحالة السائلة أو في الحالة الغازية تحت ضغط مرتفع، أو النقل باستخدام الناقلات بعد تحويل الهيدروجين إلى أمونيا سائلة لنقله إلى الأسواق البعيدة عن مناطق الإنتاج.

وبينت أنه للتغلب على التكلفة الرأسمالية الكبيرة لبناء شبكات جديدة لنقل وتوزيع هيدروجين فهناك إمكانية لاستخدام شبكات الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين بعد إجراء بعد التعديلات الطفيفة لتتناسب مع خواص الهيدروجين، خصوصاً أن المنطقة العربية تمتلك شبكات نقل وتوزيع ضخمة تمتد لآلاف الكيلومترات في معظم دول المنطقة، إذ يمكن خلط الهيدروجين مع الغاز الطبيعي حتى 15 في المئة حجماً مع إدخال بعض التعديلات المتوسطة على شبكات الغاز القائمة.

وأشارت الورقة إلى أن المنطقة العربية تمتلك أربعة خطوط أنابيب قائمة لتصدير الغاز من الدول العربية الواقعة في شمال إفريقيا إلى أوروبا، والتي يمكن استغلالها لتصدير خليط الهيدروجين مع الغاز أو الهيدروجين النقي مستقبلاً لتلبية احتياجات السوق الأوروبي والمتوقع أن يصبح سوقاً واعداً للهيدروجين، بينما ستكون سفن الأمونيا هي الخيار الناجع لتصدير الهيدروجين من دول الخليج العربي إلى الأسواق البعيدة مثل الأسواق الآسيوية.

ولفتت إلى ارتفاع عدد الدول العربية المهتمة بالاستثمار في مشاريع إنتاج الهيدروجين إلى سبع دول، في حين وصل عدد مشاريع إنتاج واستخدام الهيدروجين المخططة إلى 20 مشروعاً، معظمها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بإجمالي 12 مشروعاً، بينما خصص 6 مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، ومشروعان لاستخدام الهيدروجين كوقود في المركبات العاملة بخلايا الوقود.

وقامت بالفعل كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بتصدير أربع شحنات تجريبية من الأمونيا إلى الأسواق الآسيوية، في خطوة تعكس الريادة العربية في تطوير اقتصاد الهيدروجين وأنواع الوقود الحاملة له بما يلبي احتياجات الأسواق العالمية المهمة مثل السوق الآسيوي.

جريدة الجريدة