محمد الجراح: استعادة وتعزيز التنمية المستدامة جزء مهم من استراتيجيات التعافي بعد الأزمة

خلال ترؤسه أعمال «القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2021» في روما

ناقش منتدى القمة المصرفية العربية الدولية دور التمويل المستدام في تحقيق التنمية المستدامة وتعويض خسائرها وتشجيع الودائع المستدامة، وذلك لإعادة بناء اقتصاد مستدام في المنطقة العربية ككل.

حرصاً على تعزيز وجوده باستمرار على الساحة العالمية ضمن أضخم الفعاليات المصرفية على المستوى الدولي، ترأس الشيخ محمد الجراح، رئيس مجلس إدارة بنك الكويت الدولي (KIB) رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، أخيراً أعمال "القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2021" التي نظمت افتراضياً من الاتحاد، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، لمناقشة استراتيجيات القطاعات المصرفية والمالية المختلفة للتعافي بعد الأزمة، واستعادة التنمية المستدامة والقدرة على تحمل الديون.

وشارك أيضاً في تنظيم هذا اللقاء العالمي الحافل كل من اتحاد البنوك الأوروبية، واتحاد البنوك الإيطالية، ومنظمة الأمم المتحدة (ممثلة في مبادرة التمويل للبرنامج البيئي)، وامتدت فعالياته الافتراضية يومين من العاصمة الإيطالية روما تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.

كما استضافت القمة نخبةً من أبرز وألمع الشخصيات والقياديين في المجال الاقتصادي والمصرفي، وممثلين من أضخم الجهات والمؤسسات البارزة حول العالم، وشارك في الحضور على منصة "زووم" الالكترونية كل من رئيس وزراء إيطاليا وراعي المؤتمر، ود. أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كذلك كل من الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس إدارة هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية في البحرين، ود. عبدالرحمن الحميدي رئيس والمدير العام لصندوق النقد العربي.

وبصفته المتحدث الرسمي لمجلس إدارة اتحاد المصارف العربية وأمانته العامة، ألقى الجراح كلمته الافتتاحية، معرباً عن خالص الشكر والتقدير للجمهورية الإيطالية، رئيساً وحكومةً وشعباً، على استضافتها هذه القمة ورعاية فعالياتها، كما رحب بالحضور الكريم وضيوف القمة المشاركين في أعمالها من الدول الشقيقة والصديقة وممثلي الهيئات الاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية، مثمناً جهود الاتحاد والمؤسسات المتعاونة والراعية في إعداد وتنظيم هذا الحدث الكبير والهام.

وقال الجراح، إن اتحاد المصارف العربية يحرص على مواصلة مسيرة لقاءاته ومؤتمراته الرامية إلى حشد القيادات المصرفية والمالية والاقتصادية لمتابعة ومناقشة التطوّرات الاقتصادية والمالية العالمية والعربية، ويأتي انعقاد هذه القمة ليدعم توجهنا وحرصنا على اختراق حاجز جائحة كورونا، وإعادة وتيرة التلاقي العربي – الدولي، والحوار والنقاش المباشر بين مختلف الثقافات والحضارات.

وبعد الانتهاء من الكلمات الافتتاحية، تطرق منتدى القمة المصرفية عبر سلسلة من حلقات النقاش إلى العديد من المواضيع المتعلقة بضرورة تفعيل إجراءات التعافي الاقتصادي والمالي، وأتباع أولى خطواتها التي تشتمل على عمل التقييم اللازم للأضرار والخسائر الاقتصادية، واعتماد تلك الإجراءات مع وضع سياسات اقتصادية ومالية ونقدية واجتماعية وصحية على المستوى الوطني، والإقليمي والعالمي أيضاً، ذلك بجانب تطوير حلول وإجراءات غير تقليدية للانتعاش الاقتصادي والمالي، مع ضرورة التحول الرقمي الشامل، لما له من تأثير إيجابي وفعال في التعافي.

ومن بين سلسلة المواضيع المهمة التي طرحت خلال المنتدى، ضمن جدول أعماله الشامل، هي آفاق وسبل تعزيز التعاون العربي الأوروبي للتخفيف من تداعيات الوباء على الاقتصادات العربية، فقد أشار الجراح إلى ضرورة التعاون والتكامل العربي – الأوروبي، سعياً لحشد أكبر قدر من الكفاءات والطاقات، مع تعزيز القدرات وترشيد الموارد، مما يساهم في تحقيق التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة.

كما ناقش المنتدى دور التمويل المستدام في تحقيق التنمية المستدامة وتعويض خسائرها وتشجيع الودائع المستدامة، وذلك لإعادة بناء اقتصاد مستدام في المنطقة العربية ككل، وتعقيباً على ذلك، قال الجراح: "يهمّنا، في هذا المجال، تبنّي ما دعت إليه الأمم المتحدة بضرورة العمل على تطوير إستراتيجيات لمتابعة أهداف التنمية المستدامة، وخصوصاً الدور الفعال والمتنوع للقطاع الخاص، بدءاً من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى شركات متعددة الجنسيات، وتحديداً القطاع المالي الذي يلعب دوراً أساسياً في تمويل خطة التنمية المستدامة 2030، والانتقال إلى اقتصاد أكثر مرونة وشمولية، حيث من المتوقع أن تدعم المؤسسات والأسواق المالية التحول الهيكلي العالمي المستمر نحو التنمية المستدامة من خلال توجيه الموارد العامة والخاصة بكفاءة نحو أنشطة أكثر استدامة اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً".

وبالنسبة للقطاع المصرفي، ركز المنتدى أيضاً على تفعيل دور القطاع المصرفي العربي في إجراءات التعافي على المستوى الإقليمي، خصوصاً في نواحي تمويل التنمية وتقليص فجوة الدخل، كما تم تسليط الضوء على إمكانية القطاع المصرفي في لعب دور تمويلي أكثر استدامة.

واختتمت فعاليات "القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2021" بمناقشة عامة حول أبرز ما جاء فيها خلال حلقات النقاش بخصوص السياسات والإجراءات اللازمة في إطار خطط التعافي الاقتصادي والمالي، وتفعيل عملية التنمية المستدامة وتعويض ما خسرته المنطقة العربية، مع ما بدأ أن يشهده العالم اليوم من تعزز الآمال بالعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية.

يذكر أن "KIB" واتحاد المصارف العربية تجمعهم شراكة استراتيجية واسعة وشاملة، وهي قائمة منذ فترة طويلة، علماً أن البنك حالياً مشارك كراعٍٍ ماسي في جميع فعاليات ومبادرات الاتحاد لعام 2021.

جريدة الجريدة