النفط يحلّق لأعلى مستوى في 13 عاماً.. وبرنت قرب 130 دولاراً
قفزت أسعار النفط خلال تعاملات أمس في آسيا عند الافتتاح بنحو 18%، لتبلغ مستوى 139 دولارا، وذلك قبل أن تعود وتقلص هذه المكاسب بعد التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة تناقش فرض حظر على واردات الخام الروسية، تسببت في موجة صدمات في السوق المترنحة بالفعل.
وقلص خام برنت نحو نصف تلك المكاسب بسرعة ليتداول بالقرب من 130 دولارا للبرميل، عند أعلى مستوى في 13 عاما، وهو مستوى لايزال يفاقم المخاوف من حدوث صدمة تضخمية كبيرة للاقتصاد العالمي.
وفي الوقت ذاته، تدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما إذا كانت ستحظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة دون مشاركة الحلفاء في أوروبا، على الأقل في البداية، وفقا لشخصين مطلعين على الأمر.
ويأتي هذا التصريح بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن إدارة بايدن وحلفاءها يناقشون فرض حظر على النفط الروسي، مع تصاعد الضغوط للرد بقوة أكبر على غزو أوكرانيا من خلال الضغط على الصادرات من صناعة الطاقة الروسية الرئيسية.
وقاومت الولايات المتحدة حتى الآن ضغوط فرض القيود على واردات الخام الروسي بسبب مخاوف بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين، ارتفعت أسعار النفط مع احتمال تسبب الحظر الروسي في تأجيج مخاوف نقص المعروض.
سياسات «أوپيك»
وفي سياق متصل، قال مصدران في «أوپيك+» لوكالة «رويترز» امس، إن سياسات التحالف لا علاقة لها بارتفاع أسعار النفط، حيث قلصا من شأن أي احتمال بزيادة إمدادات المجموعة التي تضم روسيا والسعودية.
وقال أحد المصدرين: «المشكلة هي أن ظروف السوق الحالية لا علاقة لها بسياسة أوپيك. لا علاقة لها بنقص المعروض (الإنتاج)، وكلنا نعلم أسباب السعر الحالي، لا علاقة لأوپيك أو أوپيك+ بالأسباب التي تدفع الأسعار إلى المستويات الحالية».
مخاوف من صدمة عالمية
وقال إيثان هاريس كبير الاقتصاديين في بنك أوف أميركا: «إذا أوقف الغرب معظم صادرات الطاقة الروسية فسيكون ذلك صدمة كبيرة للأسواق العالمية».
وقدر هاريس أن فقد الأسواق خمسة ملايين برميل من النفط الروسي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى المثلين إلى 200 دولار للبرميل وانخفاض النمو الاقتصادي على مستوى العالم.
وقالت جيه بي مورجان تشيس إن خام برنت قد ينهي العام عند 185 دولارا للبرميل إذا استمرت الإمدادات الروسية في التعطل، في حين قال أحد صناديق التحوط إن 200 دولار سعر ممكن.
وتسبب ارتفاع أسعار النفط والسلع الأخرى في صدمة للأسواق ودقت أجراس الإنذار في البنوك المركزية. وكانت الروبية الهندية من بين أكبر الخاسرين في آسيا وسط مخاوف من أن يضطر بنك الاحتياطي الهندي إلى رفع توقعات التضخم، إلا أنه ليس لديه مجال كبير لتشديد السياسة النقدية.
قلق من النفط الروسي
قال مايك مولر، رئيس قسم آسيا في مجموعة فيتول: «لدينا الكثير من المنعطفات والمنعطفات القادمة، وأعتقد أن العالم يضع أسعارا بالفعل تعكس حقيقة أنه سيكون هناك عدم القدرة على استيعاب كمية كبيرة من النفط الروسي في نصف الكرة الغربي إلا أنه وحتى الآن لم يتم تسعير كل شيء».
وارتفع خام برنت لشهر مايو بنسبة 9.1% إلى 128.89 دولارا للبرميل، بعد أن لامس 139.13 دولارا في وقت سابق، وارتفع العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 21% الأسبوع الماضي.
وارتفع غرب تكساس الوسيط للتسليم في أبريل بنسبة 8.4% إلى 125.39 دولارا في بورصة نيويورك التجارية بعد أن قفز بنسبة 26% الأسبوع الماضي.
وطغت تقلبات برنت على تلك التي شهدتها الأزمة المالية العالمية لعام 2008 وهبوط الطلب الذي أحدثته جائحة فيروس كورونا. كان التجار وشركات الشحن وشركات التأمين والبنوك قلقين بشكل متزايد من شراء أو تمويل مشتريات النفط الروس مع فرض العقوبات المالية.
جريدة الأنباء